العروض المعاصرة وخصائصها بقلم Rochel Rajalu – ترجمة مساحات – يتبع

العروض المعاصرة وخصائصها بقلم Rochel Rajalu – ترجمة مساحات – يتبع

العروض المعاصرة وخصائصها

إن تجديد التجربة الجمالية مرتبط بتحولات الممارسات الفنية. فما هو الحال إذن بالنسبة لما نسميه “المسرح المعاصر” أو “المشاهد المعاصرة”؟ كيف تتساءل خصائصها عن التجربة الجمالية التي تنتج عنها؟ لن أتطرق إلى هذه الأسئلة من منظور الكتابات النصية المعاصرة، أو تفاعلات التأثير بين النصوص المعاصرة والعروض المعاصرة. ملاحظتي الأولى حول الممارسات المسرحية المعاصرة هي أنها تتميز بالتنوع والتعددية، مما يعني أن أنماطًا وأنواعًا مختلفة تتعايش في نفس الوقت.

هذه خاصية شائعة للهتروجنيوسية الأشكال الفنية اليوم، التي قد لا يكون بعضها معاصرًا إذا فهمنا “المعاصر” كنوع فني أو كبراديغم فني بحد ذاته، وليس كمرادف للحديث. بناءً على هذا التمييز، هناك ثلاثة عناصر رئيسية تميز المشهد المعاصر: انفتاحه على الفنون الأخرى، والتقنيات الجديدة، واللغات الأخرى.

من الجانب الأول، ينتج عنه إزالة هرمية عناصر التمثيل، مما يؤدي إلى ديناميكية حوارية بين الفنون والفنانين من مختلف الخلفيات. هذه الحركة تعارض المسرح كتجسيد لنص كتابي، يجعل من النص الأدبي العنصر الأول والأساسي في المشهد. المشاهد المعاصرة تختلف عن تقاليد متباينة اتفقت على مركزية النص، حتى حوالي الستينيات.

تلك التقليدات كانت مثل هنري بيك أو بيير بريسون، اللذين كانا يعتبران التمثيل تجسيدًا عرضيًا للنص، أو “اتحاد الأربعة” الذي أعطى قيمة خاصة للتمثيل المسرحي والإخراج، مما مكن النص من التعبير الكامل.

المشهد المعاصر يتميز بتنظيم مختلف أشكال التعبير الفني: الفيديو، الصوت، الأجهزة المسرحية، الفنون الرقمية، الفنون التشكيلية، أداء الممثلين، الرقص، الموسيقى، النصوص، وغيرها، التي تتواجد خلال فترة التمثيل. تتنوع أساليب هذا التهجين، سواء كانت تفاعلات أفقية أو إعطاء أحد هذه التعبيرات السيادة على الآخرين. هذا الربط بين أشكال الوساطة المختلفة يتوافق مع ما يسمى بالوسائط المتعددة.

نظرًا لهذا المزيج من الفنون، لا يفلت المسرح من الاتجاه العام للفن المعاصر، الذي يتسم بـ”عدم نقاوته التأسيسية” وفقًا لماريان ماسين. هذه الشوائب تفتح على تجارب جمالية مزعجة ومضطربة قد تؤدي إلى رفض أو تقزز أو مقاومة أو ارتباك. تكمن صعوبة هذا الجانب الأول من المشاهد المعاصرة، التي تتميز بالواقع المتعدد، في عدم القدرة على تعريف هذا الفن.

الفن المسرحي، بعدم ارتباطه بمجال معين من النشاط البشري الذي يختلف عن مجالات أخرى مثل الرقص والفنون التشكيلية وفنون الأداء والموسيقى، يبدو أنه يهرب من أي محاولة للتنظيم. لكن غياب تعريف حد أدنى يطرح أيضًا مشكلة، حيث يثير الشكوك والعديد من عدم اليقين حول معنى واستخدامات فئة مثل “المشاهد المعاصرة”، بل وحتى “المسرح”. لذا، فإن الحفاظ على هذه الفئات يتطلب، رغم الأخطاء والمخاطر التي تنطوي عليها هذه الخطوة، عملاً من التحديد.

العنصر الثاني الذي يميز المشاهد المعاصرة هو وجود واستخدام التقنيات الجديدة على المسرح. يمكن لهذه التقنيات أن تكون في خدمة الإخراج بشكل غير ملحوظ نسبيًا، أو أن تُستخدم بذاتها في إطار عرض يعتمد على إمكانياتها المسرحية. في هذه الحالة الأخيرة، تتطور التقنيات الجديدة كعنصر مستقل تمامًا، مما يفرض إعادة النظر جذريًا في العلاقات بين المسرح والتقنية. لكن إدخال هذه التقنيات الجديدة يسائل أيضًا العلاقات بين المسرح والجمهور لأنها تتيح أشكالًا جديدة من التفاعل وتخلط بين أنظمة تجربة مختلفة. كل هذه الجوانب تساهم في “تعميق أزمة التمثيل” والإخراج.

العنصر الثالث من المشاهد المعاصرة هو انفتاح الممارسات على اللغات الأخرى. سواء كانت أساليب نشر تعبر الحدود أو مشاريع تبادل بين فنانين أو مؤسسات من جنسيات مختلفة، يتجلى هذا العنصر على المسرح من خلال وجود التعدد اللغوي الذي غالبًا ما يُقدَّم بدون ترجمة.

وجود المسرح بلغته الأصلية يبرز الأبعاد الموسيقية والإيقاعية للمسرح. وجود لغات أجنبية غير مترجمة يتساءل أولاً عن وضع المعنى، بإبعادها عن مفهوم تمثيلي بحت. ثم يجعل أساليب الفهم التي تتضمنها مشكلة، بإعادتها إلى سياق تجربة حسية، عاطفية ووجودية للغة. وأخيرًا، يعيد طرح السؤال حول أحد أساسيات المسرح وهو موسيقية اللغة.

يتبع

من كتاب LE THÉÂTRE ET LA VIE
Éthiques et scènes contemporaines

مشنورات esthetica

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *