الفنان عبد الله العمراني : مسارات مضيئة

الفنان عبد الله العمراني : مسارات مضيئة

 

وُلد عبد الله العمراني سنة 1941 بمدينة مراكش، وهوَ ممثل مغربي قدير برزَ في عددٍ من الأفلام والمسلسلات ذات الطابع السياسي أو التاريخي. التحقَ عبد الله العمراني بمدرسة التمثيل للأبحاث المسرحية عام 1959 حيث لم يكن يتجاوز حينها الثامنة عشر من عمره، ثمّ درسَ بها ثلاث سنوات حيث تعلّم الوقوف على خشبة المسرح كما تعلم مختلف أساليب التعبير والتواصل معَ الجمهور.
★التحق بعد تخرجه مباشرة بالفرقة الوطنية للمسرح التي كانت قد تأسّست سنة 1952 والتي كانت تجمعُ كبار الفنانين المسرحيين. صقل العمراني مهاراته في مجال التمثيل ما مكّنهُ من المشاركة في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونيّة والسينيمائية.
ينحدرُ عبد الله العمراني من أسرةٍ محافظة حيثُ كانَ والده السيّد عمر العمراني يعملُ كمدرسٍ للعلوم الدينية بجامع ابن يوسف في مدينة مراكش. وخِلال سنين مراهقته انجذب عبد الله للتمثيل فعملَ بشكلٍ دوريّ على المُشاركة في المسابقات التي كان تنظمها مدرستهُ في ذلك الوقت قبلَ أن ينضمّ لفرقةِ فرقة الأمل رفقةً عددٍ من نجوم التمثيل بمن فيهم محمد حسن الجندي، عزيز موهوب ومليكة العماري وغيرهم.
أوّل ظهور فعليّ لهُ في عملٍ ملحوظٍ كانَ مسرحيّة «الفصل الأخير» من تأليف عزيز السغروشني وإخراج الطيب الصديقي والتي تناولت قصّة ملوك الطوائف بالأندلس. بعدَ ذلك شارك العمراني في العديد من المسرحيات التي كانت عادةً ما تؤخذ من كُتب كُتّاب معروفين على الصعيد العالمي على غِرار شكسبير وموليير وغيرهما.
★واصلَ العمراني أعماله التي توزّعت بين مسرحياتٍ وأفلام كانت تُحقّق نجاحًا نسبيًا في تلكَ الفترة ما مكّنه من المُشاركة في عددٍ من المهرجانات والتظاهرات الفنية والتي حصلَ خلالها على مجموعةٍ من الجوائز مثلَ جائزة أحسن ممثل في المهرجان الإفريقي الأول بالجزائر سنة 1969 وجائزة تقدير من وزارة الشبيبة والرياضة فضلًا عن وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى من ملك المغرب الحسن الثاني.
بحلول عام 1962؛ شاركَ العمراني في تصويرِ فيلم «ليالي أندلسيّة» من إخراج العربي بناني والذي يحكي عنِ قصّة حب تجمعُ بين امرأة ورجلان كما شاركَ في نفسِ العام في الفيلم الروائي الطويل المعروف «لورانس العرب» إلى جانبِ عددٍ من الممثلين الغربيين من أمثالِ بيتر أوتول وأنطوني كوين والنجوم العرب بمن فيهم الممثل المصري عمر الشريف.
★في عام 1975 تفرّق أعضاء الفرقة الوطنيّة للمسرح فانضمّ العمراني بعد ذلك إلى فرقةِ التمثيل التابعة للإذاعة الوطنية والتي شاركَ معها هي الأخرى في تصويرِ وتمثيلِ عددٍ من الأفلام والمسرحيات قبل أن ينتقل لعالمِ الإخراج حينما عملَ على إصدار حوالي 24 مسرحيّة. عادَ العمراني للتمثيل مُجددًا لكن هذهِ المرّة على المستوى العربي حيثُ ظهر في عددٍ مم المسلسلات لمخرجين عرب مثلَ مسلسل «مواكب النصر» لمخرجه المصري أحمد خيضر وسلسلة «صقر قريش» بالإضافةِ إلى مسلسل «مصر القديمة» لطوني ميتشيل.
★وفي عام 1976 حصلت نقلةٌ نوعيّةٌ في مسار عبد الله العمراني وذلك بعدما شاركَ في فيلم «الرسالة» وظهر بعدها بعامٍ في مسلسل «يسوع الناصري» ثمّ شاركَ في سلسلة «مريم الناصرية» عام 1995. ظلّ العمراني حاضرًا على الشاشة المغربيّة كل سنةٍ تقريبًا وتعرّف عليه الجمهور أكثر فأكثر بعد كلّ عمل كان يُقدمه خاصّة بعدما بدأَ في الحصول على أدوار البطولة. بحلول عام 2006 شاركَ العمراني رفقةَ الممثل المغربي سعيد الناصري في بطولة فيلم «عبدو في عهدِ الموحدين» الذي حقّق نجاحًا على المستوى المحليّ ثمّ ظهر في فيلم «ماجد» الذي صدر عام 2010 فيما يُعدّ فيلم «عودة الملك لير» لهشام الوالي والذي صدرَ عام 2018 آخر أعمال عبد الله العمراني.
★ومن بين اعمال عبد الله العمراني الناجحة نذكر: فيلم الزفت، فيلم مكتوب، فيلم عبروا في صمت، فيلم اصدقاء الامس، فيلم بيضاوة، مسلسل من دار لدار، مسلسل السراب، مسلسل سرب الحمام، مسلسل المصابون، فيلم علي ربيعة والآخرون، فيلم ولد الحمرية، فيلم غضبة، فيلم طيف نزار، فيلم جنة الفقراء، فيلم الغرفة السوداء، فيلم السمفونية المغربية، مسلسل خط الرجعة، سيتكوم العوني، فيلم امير ورزازات، فيلم البرتقالة المرة، فيلم جان جاه، فيلم بلا حدود، فيلم 9 شهور، فيلم عقاب، مسلسل أولادي، فيلم أخناتون في مراكش…. والعديد من الاعمال المسرحية والتلفزيونية والسينيمائية الناجحة.
★معَ تقدّمه في العمر، عانى عبد الله العمراني من عددٍ من أمراض الشيخوخة ثمّ أُصيب بالشلل النصفي مما زاد في تدهورَ حالته الصحيّة معَ بداية عام 2019، حيثُ نُقلَ للمستشفى العسكري بمدينة مراكش لإجراء عملية جراحية على مستوى الرأس. وبالرغمِ من ذلك لم تتحسّن حالته الصحية وبقيَ طريح الفراش إلى أن فارقَ الحياة عشيّة الثلاثاء 14 ماي/أيار من عام 2019 الموافق ل 8 رمضان 1440 في بيته بمراكش عن عمر ناهز 78 سنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *