فـن التعامل مع الحركــــة المسرحيّة / رامي سيتوش

فـن التعامل مع الحركــــة المسرحيّة / رامي سيتوش

فـن التعامل مع الحركــــة المسرحيّة / رامي سيتوش

 

( مـــــدخل )
ربّمــا ونحن نتعاطى مع بعض عناصر فن الإخراج المسرحي ، قد نتعثّر ونهمل بعض عناصر قد يستصغرهــا البعض ، ظنّــا منهم أنهـا من روافد وإبداعات خاصة بالممثل والتي يؤديها كمـا يشاء ومتى يحسّ بهــا ، كالتعامل مع الإكسسوارات أو الملابس أو الحركــة المسرحيّة التي هي أساس مقالي هذا …
وقد شرحت في مقالاتي السابقة التمهيديّة عن ( فن الإخراج للمسرح ) مفهوم الإخراج وعناصره وماهيّة المخرج ومكوناته الثقافية والحياتيّة … الخ ، لذا لا أرى داعياً إلى تكرار ما سلف ، كمــا أرى أن نتعرّف في هذا المقال على أحــد أهم عناصر الإخراج والمقوّمة للعملية بأكملهـا ، حيث أن مفهوم الحركة المسرحيّة ، يتعدى كونه حركة بسيطة لممثّل أو مجموعة من الممثلين على خشبة المسرح ، إلى هذه العلاقة الوطيدة بينها ــ أي الحركة ــ وبين النص المسرحي والشخصيّة والحوار والديكور و الأثاث والإكسسوار … إلخ ، أي أن مفهوم الحركة داخل المسرحيّة أوسع ثراءً ممّــا قد يتخيّله بعض المخرجين المجتهدين في مجال مسرح الهواة ، فلغة العقل المدبّر ولغة الجسد وحركته وإيماءاته وعلاقته بالأشياء المحيطة ، بل علاقته بالدّوافع الفلسفيّة والنفسيّة للشخصية التي يقوم بهـا الممثّل ، لهي رسالة رائعة يقدّمهــا المخرج المسرحي للمتلقي ، إن أحسن دراستهــا وتوظيفهــا بشكل جيد ، كمــا سوف نرى فيمــا بعد والله المستعان …
‘‘ مفهوم الحركة المسرحيّة ‘‘
يرتبط المفهوم العام للحركة المسرحية كثيراً ، بمفهوم الدّرامـا عند { أرسطو } ، فكلمة درامــا التي تعني باللغة اليونانيّة القديمة ( الفعل أو الحركة ) وهي مشتقّة من الكلمة اليونانيّة ( درامنيون ) ومعناهـا ( فعل شيء ) ، وقد خصصت للتعريف بنمط أدبي فني حيّ ، ألا وهو المسرحيّة ، والتي تختلف عن الأنماط الأدبية الأخرى كـ { القصة والرواية …الخ } من حيث أنهــا تقوم أساسا على هذا الفعل أو الحركة أو الحدث ، فالفكر الإنساني المطروح سرداً في الأشكال الأخرى ، نجده في المسرحية ، مجسداً من خلال حوار منطوق وحركة دائبة تقوم بها شخصيات حيّة ، لتنقل لنا واقعا مسرحيّا ممتعـا …
فمن خلال الحوار المنطوق يتولّد الحدث المليء بالحركة والصراع ، ومن هذا المنطلق ، فإنّ الدّرامــا هي الكلمة التي تعني بالسلوك الإنساني بمختلف صوره ( مبتهجا أو مأساويا / هزليا كان أو ساديا / صامتا كان أو متكلّمــا / عقليا كان أو عاطفيّـا ) فمــا دام التشخيص حاضراً ، كانت الدّراما وكانت الحركة …
كما يرتبط مفهوم الحركة المسرحيّة أيضا بخصوصيّة حركة المثلين على خشبة المسرح سواء كانوا فــردا أو جماعة ، لــذا قنن لهذه الخصوصية ، علوم خاصة بأشكال الحركة وفن الأداء والتكوين الجمالي للمجموعات ، وعلاقة كل ذلك بكافة عناصر العرض المسرحي ، كمــا تطرّقت هذه الخصوصية أيضا إلى الدّوافع النفسيّة لحركة وإيماءة الشخصية المسرحية ، وعلاقة الانفعالات بالمتلقي من خلال التعبير بالحركة وبالجسد والوجه بدون لفظ منطوق …
منــــــابع الحـركة المسرحيــــة ….
أولهــــا : الحوار المسرحي الجيد والزاخر بمجموعة من الدوافع والتي تمكن المخرج من وضع حركة مسرحية جيدة لشخصيات المسرحية ….
ثانيــــا : طبيعة الشخصيات… فهناك من الشخصيات التى تدفعها طبيعتـها ( المادية / الاجتماعية / النفسية ) لأن يكون سريع أو بطيء أو كثير الحركة وبعشوائية مقننة 00حتى لو لم يكن هناك حوار دافع إلي ذلك [ المجنون / المتوتر عصبيا / الحزين / المفكّـــر دائم الانشغال00 الخ ] ……
ثالثــــا : طبيعــة الحـــدث … أي يفرض الحدث علي المخرج دفع الشخصيات إلي حركة أو تشكيل معيّـن لمعايشة حادث أو فعل ذو صراع خاص من شخصيات أو لحظات من الانتصار أو الهزيمة أو إقامة مشهد قتالي علي المسرح.. الخ …
رابعــا : النــوع أو النموذج الأدبي للدّرامـا المسرحيّة ، حيث أن الحركة العامة تختلف من حيث الشدّة والمبالغة والاسترخاء ، وحسب النموذج الأدبي المتعامل معه [ التراجيديا أو المأساة / الكوميديا أو الملهاة / الميلودرامـا أو المشجاة / الهزلية أو الفارص ] ….
خـامسا : طبيعة وحجم خشبة المسرح المتعامل معهــا ..
وسوف نتناول هذه البنود بالشرح ضمن السياق العام بمشيئة الله
وفي مجال الإخراج المسرحي ، تختلف إمكانيات كل مخرج عن الآخر ، فهذا يهتم بالملابس والماكياج أكثر من اهتماماته بباقي العناصر ، وآخر تجذبه الموسيقى التصويريّة والإضاءة ، وثالث يهتم بالأداء المسرحي والحركة أكثر من الأخرى … وهكــــــــــذا !!!
والمخرج المبدع من وجهة نظري – وأغلب العارفين ــ هو من يهتم وبتوازن معقول بكافة عناصر العرض المسرحي ، حتى لا يطغى عنصر على آخر ، فيكون عنصر جذب وإلهاء لفئة بعينهـا من المتلقيـن دون الآخرين ، أو يتهاوى الإيقاع العام للعرض والذي لا تتوازن فيه كافة العناصر بشكل توافقي معقول ..
لــذا ، ولأهميّة الحركة المسرحيّة وتوظيفــها بالشكل الملائم والجيّد ــ فهو روح المسرحيّة وحبكتهــا ــ أحببت أن أحدد بعض شروط لابد من توافرهـا في المخرج ، حتى يحسن استنباط منابع الحركة من النص المتعامل معه ، وبشكل يوضّح مقدرته الإبداعيّة وإمكاناته في التعامل مع هذا العنصر الهام داخل العمل المسرحي ألا وهــــي :
1 / الثقافة الواسعة سواء كانت علميّة أو حياتيّة …
2 / الموهبة والحس الفني المرهف ..
3 / المقدرة الواسعة على التخيّل ..
4 / الخبرة العمليّة في مجالات عناصر العرض الأخرى ( الديكور /الإضاءة / الملابس / ….الخ .
5 / المعرفة الواعية بمدارس الإخراج المختلفة والاتجاهات الفكرية والفلسفية لهــا .
6 / المعرفة الواعية اللصيقة بإمكانيات خشبة المسرح وفن التعامل معهــا …
وبالرغم من أن هذه الشروط ، لابد من توافرهــا أصلا في المخرج المسرحي ــ بل في أي مخرج ــ ولكني أأكّد هنــا على أهميتهــا لتمكين هذا المخرج أو ذاك في استنباط الحركة المساهمة في إحياء الصراع وتقويم الحبكة الجيدة داخل مسرحيته ……..
مرحــلة البدايــــة لاستنفــــار الحركـــة ……
حتى يتعرّف المخرج على أنماط حركة الممثلين وإيماءاتهم بمسرحيته ، لابد من الوقوف أولا على مرحلة البـــدء !!!
أي متى يبــدأ المخرج في رسم حركتــه ، فهناك من يضع الحركة على النص المسرحي ـ أي يكتبهـا – حتى قبل الولوج إلى مرحلة الأداء بجلسات الطاولة ، وهناك من المخرجين من يدرّب الممثلين على الحركة مع بداية قراءتهم لأدوارهم ، وآخرون يأخذون وقتهم في تدريبات الطاولة ، ويضعون التصور الذّاتي لعناصر العرض ( الديكور / الأثاث …إلخ ) ومن ثمّ يضعون خطّة الحركة ، وهناك أيضا من لا يضع الحركة ، بل يترك لممثليه التحرّك وحسب ما يحسّون ، ويقوم هو بمحاولة التنسيق المسرحي بعد ذلك !!! وهكذا .
وإنني أرى ومن خبرتي الطويلة في هذا المضمار ، أن إحساس المخرج بحركة شخصيات المسرحيّة ، يأتي دائمــا بعد عدّة مراحل من أهمّــــها …..
أولا : القراءة التفصيلية الأكثر تركيزاً هذه المرة ، لعمل المعايشة الكاملة لحركة الشخصيات وحسب كل موقف على حــده ، ويختزن هذا في مخيلته وفي كراسته كنقاط يؤخذ بها فيما بعد .
ثانيـا : تعـدً جلسات الطاولة وتدريبات الأداء وتشريح الشخصيات ونمط حركة وإيماءة كلّ منها ، وتبادل وجهات النظر بين المخرج وممثليه في هذا الأمر ، مع معرفته بالطبع ، لأبعاد ممثليه الماديّة ، ومدى اقتراب كلّ منهم من الشخصيّة التي يقوم بأدائهـا أو ابتعاد بعضهم منهـا ،
وتعــدُّ هذه المرحلة ، من أهم المراحل في العملية الإخراجية ككل ، حيث ومن خلالهــا يضيف المخرج إلى مخيلته وكراسته المزيد من أنماط الحركة والإيماءة والمراد توظيفهــا في المسرحية ..
ثالثـا : قبل أن يضع حركته بعد ، لابد من المعرفة الدّقيقة لمساحة خشبة المسرح المتعامل معهـا ، ومساحة الديكور عند وضعه على خشبة المسرح ، والفراغات الموجودة فيه من أبواب وشبابيك وأخرى ، وأماكنهـا وأماكن وضع قطع الأثاث ونوعهـا أو أي شيء آخر يوضع أمام الديكور …
رابعــا : بعدهــا يستطيع المخرج أن يضع على النص المسرحي ــ أي يكتب أمام الحوار ــ كافة ملاحظات حركة ممثليه وسكناتهم وإيماءاتهم ، وسنتعرّف بعد بمشيئة الله على طرق التدوين هذه …
تنـــويه هام :
لمّــا كان ــ وكما يقال ــ أن لكل شيخ طريقته ، فأيضا لكل مخرج أسلوبه وطريقته ، وإنني أرى ، أن مـا ورد حتى الآن وما سيرد بعد بمشيئة الله ، لهو النموذج الأمثل للتعامل مع الهواة ، والله من وراء القصد ..
إعــــــداد نسخة الحركة المسرحيّة ….
تعـــدٌّ نسخة كاملة للمسرحيّة بعد التعديلات والإضافات والحذف ..إلخ ، لوضع حركة الممثلين أمام حوار كل شخصية ، ويفضّل أن تكون هذه النسخة مخصصة لتدوين الحركة فقط ، ويتــمّ الإعداد على النحو التالي ( سامحوني لأني لم أستطع أن أنقل الرسم المبين لما أكتب لقلّة الخبرة في عملية الإدراج ، ( مكتب نادر للاستشارات الفنيّة والأدبية بجــده ) ….. وبعودة لعملية الإعداد النظريـّة :
أولا …. توضع أوراق بيضاء بنفس حجم ومقاس أوراق النص المسرحي بين كل صفحة حوار وأخرى ، بحيث يصبح أمام كل صفحة حوار ورقة بيضاء ، مع وضع خط طولي يمين الصفحة بمسافة 2 سم تقريبا لكتابة الملاحظات ..
ثانيـا … تدّون ملاحظات الحركة على الورقة البيضاء بعد أن تأخذ رقماً تسلسليّا ، مع وضع نفس الرقم ( وفي هذه المسافة سالفة الذكر ) أمام الجملة التي سيتحرّك فيها أو خلالهـا الممثل ..
ثالثـا … هناك أيضا من يحب أن يؤكّـد توظيف حركته ( وأنا منهم وبحمد الله من أوائل من استخدم هذه الطريقة ، حتى تكون طوع تنفيذ مساعد المخرج أو مدير المسرح في حالة غياب المخرج ) ، وذلك بعمل رسم كروكي لهــا ، على النحو التالي :
أ / يرسم كروكي للمسرح وكافة الدّيكورات والأثاث الموضوع على الخشبة ، ويقوم بتصوير عدد لا بأس به من هذه الرسومات ، بحيث يكون حجمهـا أقل من نصف الورقة البيضاء بقليل ..
ب / ترسم خطوط الحركة كما كتبهـا المخرج أمام الحوار ، مع وضع نفس الرقم التسلسلي على كل خط حركة على حده ، بحيث تستوعب لوحة الخطوط الحركيّة أكثر من بيان للحركات الموظّفة ..
ج / تلصق هذه اللوحات الإرشاديّة بعد ذلك على أوراق بيضاء بنفس المقاس السابق ، وتوضع خلف الورقة البيضاء سالفة الذّكر ..
د / ترسم الخطوط ــ ولعدم التداخل ــ بألوان مختلفة بقدر المستطاع ، بحيث يحدد لكل شخصية لون محدد ، وبهذا يمكن التعرّف على خطوط كل شخصيّة وحسب لونهــا ببساطة ..
هـ / توضع الصفحات الخاصة بهذه اللوحات الإرشاديّة خلف بعضها في نهاية المسرحيّة ، أو خلف كل صفحة بيضاء كتب فيها مجموعة من الحركات لصفحة واحدة ، بحيث تكون اللوحات الإرشادية وراء كل مجموعة من الحركات المرسومة بهــا .. وهكذا .
د / بمعرفة المخرج لجغرافيّة المسرح ومناطقه ، يستطيع أن يدوّن وأن يرسم الحركة كلّهـا بيسر على الورق ، ممّــا يسهّل على مدير المسرح أو مساعد المخرج أو من يتولى التنفيذ عند غياب المخرج ، التأكّد تماما من وضع الممثّل على خشبة المسرح ، وهذه هي الطريقة المثلى لضبط حركة الممثلين رغم أن البعض يستصعبها ، ويتهمنــا بالمغالاة ، ولكن مع التجربة وخاصة مع الهواة ، وجدت فائدتهــا الكبيرة في ضبط كل مرئيات المخرج في تفسير النصّ .
************************
أنـــــــــــــواع الحـــركة ****
قبل أن نبدأ في تصنيف هذا البنــد ، وكمــا ذكرت سلفــا ، علينا أولا أن نصل إلى الدّافع والإحساس والباعث الدّقيق الدّاعي إلى الحركة بمفهومهـا الواسع [ أي الحركة من خلال تدعيم إيماءة معيّنة أو الحركة في اتجاهات ومناطق المسرح المختلفة ] ..
فإحساس المخرج عند وضعه للحركة منفرداً ، وإحساس الممثّل عند تطبيق الحركة أثناء التدريبات ، لن تكون أكثر واقعيّة وصدقـا ، إلاّ بالوصول إلى الانفعال الدّقيق والصادق لهذا المعنى أو ذاك ، ولهذه الجملة أو هذا الموقف ، والعثور على الدّافع المثالي والمقنع لحركة واقعيّة غير مزيّفة ..
فالممثّل وكمـا هو معروف ( وكما قال جلين ويلسون في كتابه سيكولوجية فنون الأداء ) { قد يتحرّك إمّــا بطريقة تمكّنه من الكشف عن بعض أفكاره أو نواياه ، أو قد يتحرّك نحو هدف معين من أجل أن يعبّر من خلال هذه الحركة غير الموجهة ، عن انفعال معيّن } انتهى ..
ومن هنــا ، نستطيع أن نحدد للحركة أربعة أنواع ، ألا وهــي :
أولا / حركة الأفراد .
ثانيـا / حركة المجموعات ( والتشكيل الجماعي ) ….
ثالثا / الإيماءة ولغة الجســد .
رابعا / الحركة التعبيرية والاستعراضية .
*********************
أولا ….. حركـــة الأفـــــراد ****
وهي الحركة التي يقوم بهــا أفراد محدودي العدد على خشبة المسرح ، فعادة مــا تفتح الستار على شخصية مــا أو شخصيتين يتحدثان ، ويدخل عليهمـا ثالث ليتحاور معهم ، ومن ثم يخرج أحدهم ليدخل بعد فترة اثنان آخران ، ويتبادل الجميع التحرّك في أنحاء مناطق المسرح المتاحة لهم ، كما يتبادلون الدخول والخروج ليصبح على المسرح في فترة من الزمن ، شخصية واحدة وفي فترة أخرى ثلاث شخصيات أو أربعة أو اثنان ، وهــكذا…
ولمّــا كان الحوار وطبيعة الشخصيات والموقف الدّرامي هي الأساس في هذه الحركة الدّائمة للشخصيات ، لــذا كان علينا التعرّف على الأنماط المختلفة للحركة من حيث القوة أو الضعف أو السرعة والبطء أو الاستقامة والانحناء .. الخ ، وأستطيع أن أعتمد بعد الله سبحانه وتعالى على بعض ما جاء بالدّراسات المطروحة عالميا من قبل أغلب المخرجين المسرحيين في هذا الصدد ، وعلى رأسهم الأمريكيين [ هننج نيلمز والكسندر دين ] مع الاحتفاظ لنفسي بوقفات مع أغلب ما طرح لاعتبارات من أهمهـا الاختلافات البيّنة بين المجتمعات العربية والغربية ، وتأثيرهـا القوي على الإنسان الذي هو الشخصيّة المسرحية التي نتعامل معها في هذه الدّراسة ، وسنمثّل لذلك ضمن السياق بمشيئة الله ..
كمــا أني سأركّز بمشيئة الله على بنــد { حركة الأفراد } وعلاقتهــا بكافة الاتجاهات الفكرية والفلسفية ، حيث أن الأفراد هم الأساس في العملية المسرحية ، أمّا المجموعات فهي حالة استثنائية كمــا سوف أبين فيمــا بعــد ..

المرجع : https://web.facebook.com/groups/599423557210130/user/100067112745543

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *